ماساي مارا هي محمية غير مسورة للحياة البرية في كينيا، واكتسبت شهرتها العالمية لأنها تأوي أعداداً كبيرة من الحيوانات البرية والطيور التي تعيش في نظام بيئي غير ملوث، يمتد على مساحة 1510 كم مربع.
سميت محمية ماساي مارا تكريماً لشعب الماساي، سكان المنطقة الأصليين، بينما كلمة "مارا" تعني "مرقطة" في لغة الماساي، وهذا بسبب منظر أشجار السافانا المنتشرة على مد النظر، مما يعطي الأرض مظهراً مرقطاً كالفهد.
يحد ماساي مارا من الجنوب محمية سرينجيتي الشهيرة، ومن الشمال والشرق والغرب مزارع الماساي. يمر في المحمية 3 أنهار رئيسية تصطف على جانبيها الأشجار، إلا أن معظم أراضي المحمية هي أراضي عشبية مفتوحة، مع أشجار أكاسيا ذات قمم مسطحة.
تتميز المنطقة بموسمي أمطار، الأول من أبريل إلى مايو (موسم الأمطار الطويلة)، والثاني من نوفمبر إلى ديسمبر (موسم الأمطار القصيرة). تشتهر ماساي مارا أيضاً باستضافتها لأكثر من 1.5 مليون من قطعان الماشية في رحلة "الهجرة العظيمة" الموسمية.
كل عام من يوليو إلى أكتوبر تصبح ماساي مارا خلفية لإحدى أروع عروض الحياة البرية على وجه الأرض، الهجرة العظيمة، التي تسير فيها الملايين من الفيلة والزرافات والحمير الوحشية والظباء والجواميس من سيرينجيتي إلى هنا بحثاً عن المراعي الخضراء والمياه الوفيرة.
تبدأ الهجرة العظيمة في منتصف يوليو، وتشرع الحيوانات في عبور نهر مارا المشؤوم، حيث تعيش التماسيح وأفراس النهر التي تنتظر قطعان الحمير الوحشية والظباء لافتراسها في النهر. بينما في سبتمبر وأكتوبر تعيش أعداد هائلة من الحيوانات بسعادة في سهول ماساي مارا الخصبة.
خلال موسم الهجرة العظيمة، تعود القطط الكبيرة إلى حياة الرفاهية، إذ يوفر التدفق اللامتناهي للفرائس المهاجرة، خيارات متنوعة لوجبات الأسود والنمور والفهود الإفريقية والخنازير البرية والكلاب، وحتى الطيور الجارحة.
تتكاثر الأسود والفهود والنمور بشكل متزايد في هذه الفترة من العام، ويمكنها أن تنجب أطفالاً يتمتعون بصحة جيدة مع الكثير من الطعام للنمو وتعلم مهارات الصيد. قد تسمع في الليل زئير ذكور الأسود التي تحذر الذكور الآخرين من الاقتراب من أرضهم.
كما تعتبر محمية ماساي مارا موطناً هاماً للحيوانات البرية الإفريقية، فإنها ايضاً موطن للعديد من الطيور المتنوعة والنادرة، التي تعيش بقرب المسطحات المائية كطيور النحام الوردي (الفلامينكو)، أو في الأشجار مثل بومة الخشب الإفريقية.
مصادفة الطور هي أمر شائع عند زيارتك لماساي مارا، حيث تحوي المحمية حوالي 500 نوعاً من الطيور، و47 نوعاً من الطيور الجارحة، وتتراوح أحجامها ما بين أكبر طائر نعام في العالم إلى طيور التمير الصغيرة جداً.
أنواع الطيور الرئيسية في ماساي مارا تتكون من النسور والصقور بأنواعها، والبوم، والنحام الوردي، واللقلق بأنواعه، والطيور الصغيرة جداً التي تتغذى بعضها على رحيق الأزهار.
محمية ماساي مارا هي محمية غير مسورة توفر للحيوانات إمكانية التجوال بحرية، إلا أن قطع الأرض مملوكة ملكية خاصة لعائلات شعب الماساي، التي يستثمرونها عن طريق تأجير نزل السفاري، والقيام برحلات إرشادية عبر الأراضي الشاسعة.